إنَّ المُفْلس مِنْ أُمَّتِي مَن يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلَاة وَصِيَامٍ وَزَكَاة، وَيَأْتِي وَقَدْ شَتَم هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَل مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فَيُعْطَى هَذا مِن حَسَنَاتِهِ، وهذا مِنْ حَسَنَاتِهِ
معاني المفردات
أتدرون؟ : أتعلمون؟ متاع : كل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها. شتم : سب. قذف : رمى بالزنا دون بينة وبرهان. سفك : أراق وأهرق. فنيت : لم يبق منها شيء.
شرح الحديث
يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم فيقول: "أتدرون من المفلس". فأخبروه بما هو معروف بين الناس، فقالوا: هو الفقير الذي ليس عنده نقود ولا متاع. فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن المفلس من هذه الامة من يأتي يوم القيامة بحسنات عظيمة، وأعمال صالحات كثيرة من صلاة وصيام وزكاة، فيأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا، وأخذ مال هذا، وقذف هذا، وسفك دم هذا، والناس يريدون أن يأخذوا حقهم؛ فما لا يأخذونه في الدنيا يأخذونه في الآخرة، فيقتص لهم منه؛ فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، وهذا من حسناته بالعدل والقصاص بالحق، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
التحذير من الوقوع في المحرمات؛ وخاصة ما يتعلق بحقوق العباد المادية والمعنوية. الوقوع في المحرمات؛ وخاصة ظلم الناس والاعتداء عليهم يفسد الأعمال الصالحة ويضيع على الفاعل أجرها ونفعها يوم القيامة. استعمال طريقة المحاورة والاستجواب التي تشوق السامع وتلفت نظره وتثير اهتمامه؛ وخاصة في التربية والتوجيه. الإفلاس الحقيقي هو خسران النفس والأهل يوم القيامة. معاملة الله للخلق قائمة على العدل والحق.