لو يعلم المار بين يدي الْمُصَلِّي ماذا عليه من الإثم، لكان أن يَقِفَ أربعين خيرا له من أن يَمُرَّ بين يديه
معاني المفردات
لو يعلم : هذا شرط وجوابه قوله لكان أن يقف. المار : العابر من اليمين إلى الشمال أو العكس. بين يدي الْمُصَلِّي : أمامه من قدميه إلى منتهى سجوده . أن يَقِفَ : أي يبقى واقفا منتظرا فراغ المصلي. قال أبو النضر : هو سالم بن أمية راوي الحديث.
شرح الحديث
المصلي واقف بين يدي ربه يناجيه ويناديه، فإذا مرَّ بين يديه في هذه الحال مارٌّ قطع هذه المناجاة وشوّش عليه عبادته، لذا عَظُم ذنب من تسبب في الإخلال بصلاة المصلي بمروره. فأخبر الشارع: أنه لو علم ما الذي ترتب على مروره، من الإثم والذنب، لفضل أن يقف مكانه الآماد الطويلة على أن يمر بين يدي المصلي، مما يوجب الحذر من ذلك، والابتعاد منه.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
تحريم المرور بين يدي المصلي، إذا لم يكن له سُتْرة، أو المرور بينه وبينها إذا كان له سُتْرة. وجوب الابتعاد عن المرور بين يديه، لهذا الوعيد الشديد. أن الأولى للمصلي أن لا يصلي في طرق الناس، وفي الأمكنة التي لابُدَّ لهم من المرور بها، لئلا يُعَرِّض صلاته للنقص، ويُعَرض المارَّة للإثم. شك الراوي في الأربعين: لا يراد بها حصر المدة، لأن طريقة العرب ذكر العدد لبيان أن القصد التكثير وأن الأمر مهم. تعظيم حرمة المصلي والحيلولة بينه وبين قبلته. يؤخذ منه أن الإثم المترتب على المعصية في الآخرة وإن قل فهو أعظم من أي مشقة في الدنيا مهما كانت شديدة وفظيعة. جواز استعمال كلمة لو في غير التحسُّر والاعتراض على القدر.