كنت جنبا فكرهت أن أجالسك على غير طهارة، فقال: سبحان الله، إن المؤمن لاينجس
معاني المفردات
انْخَنَسْتُ : يعنى انسللت واختفيت. منه : أي من أجله. كُنْتُ جُنُبًا : ذو جنابة، وهي معنى يقوم بالبدن بسبب الإنزال أو الجماع. سبحان الله : تعجب من اعتقاد أبي هريرة التنجس من الجنابة، ومعنى التسبيح: تنزيه الله عن كل ما لا يليق بجلاله. لا يَنْجُسُ : لا يكون نجسًا بجنابة وغيرها.
شرح الحديث
لقي أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة، وصادف أنه جنب فكان من تعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم وتكريمه إياه، أن كره مجالسته ومحادثته وهو على تلك الحال. فانسل في خفية من النبي صلى الله عليه وسلم واغتسل، ثم جاء إليه. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أين ذهب رضي الله عنه فأخبره بحاله، وأنه كره مجالسته على غير طهارة. فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من حال أبي هريرة رضي الله عنه حين ظن نجاسة الجنب، وذهب ليغتسل وأخبره: أن المؤمن لا ينجس على أية حال.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
كون الجنابة ليست نجاسة تحل البدن. طهارة المؤمن حيا وميتا. استحباب تنبيه المتبوع تابعه على الصواب وإن لم يسأله. جواز تأخير الغسل من الجنابة. تعظيم أهل الفضل، والعلم، والصلاح، ومجالستهم على أحسن الهيئات. مشروعية استئذان التابع للمتبوع في الانصراف، فقد أنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على أبي هريرة، ذهابه من غير علمه، وذلك أن الاستئذان من حسن الأدب. تعظيم الصحابة -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم-. قول: سبحان الله، عند التعجب. جواز تحدث الإنسان عن نفسه بما يستحيا منه للمصلحة. جواز مجالسة الجنب. عناية النبي -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه وتفقده لهم. أن الكافر نجس، لكن نجاسته معنوية لخبث عقيدته.