فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا
معاني المفردات
أكرم : اسم تفضيل من الكرم: أصله كثرة الخير، وهو ضد اللؤم، وقيل: إن الكريم هو المتقي. ابن نبي : يعقوب -عليه السلام-. بن نبي : إسحاق -عليه السلام-. ابن خليل الله : إبراهيم عليه السلام، والخليل هو من كان في أعلى المحبة، فالخُلَّة أعلى أنواع المحبة، وليس فوق الخُلَّة شيء من أنواع المحبة أبداً. مَعَادِن العَرَب : أصولها التي يُنسَبُون إليها ويتفاخرون بها. معادن : جمع مَعدِن: وهو منبت الجواهر من ذهب ونحوه، والمراد به هاهنا قبائل العرب. الجاهلية : الفترة التي عاشها الناس قبل الإسلام، وسُمِيَّت بذلك لكثرة جهالات الناس في تلك الفترة من الزمن. خِيَارُهُم في الجاهِليَّة خِيَارُهُم في الإِسلام : أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية، هم كذلك في الإسلام إذا آمنوا واتقوا؛ لأن الإسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق، والعبد يسلم على ما أسلف من خير، وإذا انضم شرف التقوى إلى شرف النسب كان خيرا على خير، وفضلا على فضل. فَقُهُوا : علموا أحكام الشرع.
شرح الحديث
في الحديث أنَّ أكرم الناس من حيث النسب والمعادن والأصول، هم الخيار في الجاهلية، لكن بشرط إذا فقهوا، فمثلا بنو هاشم من المعروف هم خيار قريش في الإسلام، لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله، وأن يتعلموا أحكامه، فإن لم يحصل لهم الفقه في الدين، فإنَّ شَرَف النَّسب لا يشفع لصاحبه، وإن عَلاَ نسبه وكان من خيار العرب نسبا ومعدِنا، فإنَّه ليس مِن أكرم الخلق عند الله، وليس مِن خيار الخلق، وعليه فالإنسان يشرف بنسبه، لكن بشرط الفقه في الدين.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
يشرف الإنسان بشرف آبائه وعشيرته إذا كانوا أتقياء، وكان هو على شاكلتهم وطريقتهم. أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية هم أصحابها في الإسلام إذا علموا أحكام الشرع. النَّسب له أثر في الفضل بالشرط السابق، ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس وأشرفهم نسبا، ومن ثم كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- الذي هو أشرف الخلق من سُلالتِهم، فلولا أنَّ هذا البطن من بني آدم أشرف البطون، ما كان فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا يبعث الرسول إِلاَّ في أشرف البطون وأعلى الأنساب. بيَّن الحديث أقسام الناس وشرف انتسابهم وأنسابهم، وأن من الأنساب شريف ومنها دون ذلك. شرف النسب يعتبر إذا انضم إليه التقوى والخوف من الله، وإلا فلا. الإنسان يكرم ويشرف بتقوى الله -عز وجل-، وأنَّ من كان تقيًّا كان له الخير في الدنيا رفيع الدرجة في الآخرة. بيان فضيلة نبي الله يوسف -عليه الصلاة والسلام-، فقد جمع مكارم الأخلاق مع شرف النبوة مع شرف النسب، وانضم إليه شرف العلم بتعبير الرؤيا وتَمَكُّنِه من سياسة التدبير. بيان فضل العلم وأنّه أفضل من النسب والحسب والجاه والمال.