اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون
معاني المفردات
أَسْلَمْتُ : استسلمت لأمرك، ورضيت بحكمك. توَكَّلتُ : اعتمدت على تدبيرك في سائر الأمور. أَنَبتُ : من الإنابة، وهي الرجوع. وبِكَ خَاصَمتُ : أي: حاججت أعداء الله من أجلك. أَعُوذُ : ألتجىء. بِعزَّتِك : العزة: المنعة والغلبة. وبِكَ آمَنتُ : الإيمان هو: إقرار القلب المستلزم للقول والعمل، فهو اعتقاد وقول وعمل، اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل القلب والجوارح.
شرح الحديث
يلتجئ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه ويتقرب إليه في الدعاء، فيخبر صلى الله عليه وسلم أنه إلى ربه انقاد، وأنه فوَّض أمره كله لله ولم يعتمد على غيره، وأنه قد رجع إليه مقبلا عليه بقلبه، وأنه بقوة الله ونصره وإعانته إياه حاجج أعداء الله بما آتاه من البراهين والحجج، ثم يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم بغلبة الله ومنعته أن يهلكه بعدم التوفيق للرشاد والهداية والسداد، ويؤكد ذلك بقوله لا إله إلا أنت؛ فإنه لا يستعاذ إلا بالله، ثم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لربه الحياة الحقيقية التي لا يأتيها الموت بحال، وأما الإنس والجن فيموتون، وخصهما بالذكر؛ لأنهما المكلفان المقصودان بالتبليغ فكأنهما الأصل.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه، وهذا لفظ مسلم ورواه البخاري مختصرا
من فوائد الحديث
وجوب التوكُّل على الله -تعالى- وحده وطلب الحفظ منه؛ لأنه متصف بصفات الكمال، فهو وحده الذي يُعتمد عليه، والخلق كلهم عاجزون ومنتهون إلى الموت، فهم ليسوا أهلا للاعتماد عليهم. التأسي بالنبي -صلى الله عليه سلم- في الدعاء بهذه الكلمات الجامعة المانعة التي تعبِّر عن صدق الإيمان وغاية اليقين.