كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء، فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة؛ فيستنجي بالماء
معاني المفردات
غلام نحوي : الغلام الفتى المميز حتى يبلغ، و"نحوي" يعنى هو مقارب لي في السن. إِدَاوة من ماء : الإِناء الصغير من الجلد يجعل للماء. العَنَزة : عصا أقصر من الرمح لها سنان. يستنجي بالماء : يطهر بالماء الذي في الإداوة ما أصاب السبيلين من أثر البول أو الغائط. الخلاء : المكان الخالي، المعد لقضاء الحاجة في الفضاء.
شرح الحديث
يذكر خادم النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما يدخل موضع قضاء الحاجة، كان يجيء هو وغلام معه بطهوره، الذي يقطع به الأذى، وهو ماء في جلد صغير، وكذلك يأتيان بما يستتر به عن نظر الناس، وهو عصا قصيرة في طرفها حديدة، يغرزها في الأرض، ويجعل عليها شيئًا مثل: الرداء أو نحوه يقيه من نظر المارين، ويستتر به أيضًا إذا أراد أن يصلي.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
فضيلة أنس بن مالك -رضي الله عنه- بخدمته النبي -عليه الصلاة والسلام-. جواز الاقتصار على الماء في الاستنجاء، وهو أفضل من الاقتصار على الحجارة؛ لأن الماء أنقى، والأفضل الجمع بين الحجارة والماء، فيقدم الحجارة، ثم يتبعها الماء؛ ليحصل الإنقاء الكامل. استعداد المسلم بطَهوره عند قضاء الحاجة؛ لئلا يُحْوِجُه إلى القيام فيتلوث. حفظ العورة عند قضاء الحاجة عن أن ينظر إليها أحد؛ لأن النظر إلى العورة محرم، فكان يركز العنزة في الأرض وينصب عليها الثوب الساتر. جواز استخدام الصغار، وإن كانوا أحراراً. جواز الاستنجاء بالماء من البول والغائط. تعليم الأبناء الآداب الإسلامية وتربيتهم عليها؛ ليتوارثوها.