مَنْ اقْتَنَى كَلْباً -إلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ- فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ
معاني المفردات
من اقتنى كلبًا : الاقتناء: هو الاتخاذ والاكتساب. إلا كلب صيد أو ماشية : كلب صيد: المقصود به الكلب المعلم الذي يصطاد به، أو ماشية: بأن يكون صاحبه صاحب غنم، ويريد باقتنائه أن يحمي غنمه. كلب الحرث : هو الذي يقصد به حماية الحرث أي الزرع من الحيوانات التي تأكله.
شرح الحديث
الكلب من البهائم الخسيسة القذرة؛ ولهذا نهى الشرع الشريف الطاهر عن اقتنائه؛ لما فيه من المضار والمفاسد، من ابتعاد الملائكة الكرام البررة عن البيت الذي هو فيه، ولما فيه من الإخافة والترويع والنجاسة والضرر، ولما في اقتنائه من السفه. ومن اقتناه نقص من أجره كل يوم شيء عظيم، قُرِّب معناه بالقيراطين والله أعلم قدر ذلك؛ لأن هذا عصى الله باقتنائه وإصراره على ذلك. فإذا دعت الحاجة إليه جاز اقتناؤه في أحد ثلاثة أشياء: الأولى: حراسة الغنم التي يخشى عليها من الذئب والسارقين. الثانية: حراسة الحرث. الثالثة: إذا قصد به الصيد. فلهذه المنافع يسوغ اقتناؤه وتزول اللائمة عن صاحبه.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
تحريم اقتناء الكلب، ونقص أجر صاحبه كل يوم قيرِاطين، وهما قدر عظيم، عند الله -تعالى- علمه ومبلغه. منع اقتناء الكلب؛ لما فيه من المفاسد والمضار الكثيرة من بُعْدِ الملائكة عن المكان الذي هو فيه؛ ولما فيه من الإخافة والترويع فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب؛ ولما فيه من النجاسة الغليظة التي لا يزيلها إلا تكرير الغسل وغسله بالتراب. يباح اقتناؤه لمصلحة؛ وذلك بأن يكون لحراسة غنم، أو حرث، أو لأجل صيد، فهذه منافع، تسوغ اقتناءه بغير الشراء؛ لأنه محرم بيعه.