عَبْدِي بَادَرَنِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْت عَلَيْهِ الْجَنَّة
معاني المفردات
فَجَزِعَ : فلم يصْبر على ألمِ الجرح. فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ : أي: قَطَعَها. فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ : أي: ما انْقَطَعَ دَمُهُ حتى مات. الجنة : الدار التي أعدها الله في الآخرة فيها لمن أطاعه، وجعل فيها من النعيم ما لا يخطر على بال.
شرح الحديث
حدَّثَ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابَه عن رجلٍ كان فيْمَن قَبلَنا من الأمم الماضية فيه جُرْحٌ مؤلمٌ جَزِع منه، فأَيِسَ من رحمة الله تعالى وشفائه، ولم يصبر على ألمه رجاءَ ثوابه؛ لضعفِ داعي الإيمان واليقين في قلبه، فأخذ سكيناً فقطع بها يده، فأصابه نزيف في دمه، فلم يرقأْ وينقطع حتى مات. قال الله تعالى ما معناه: هذا عبدي استبطأ رحمتي وشفائي، ولم يكن له جَلَدٌ على بلائي؛ فعَجَّل إليَّ نفسَه بجنايته المحرمة، وظنَّ أنه قصَّر أجله بقتله نفسه؛ لذا فقد حرمت عليه الجنة، ومن حرم الجنة؛ فالنار مثواه. ولا شك في علم الله تعالى السابق ومشيئته وقضائه لفعل هذا القاتل.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
وجوبُ الصَّبرِ عند المصائبِ عما يُسْخِط الله -تعالى- مِن قَولٍ، كالنياحَة، أو فعلٍ، كالَّلطْمِ وشق الجيوب، وكقتل النفس. ليس في قوله: "عبدي بادَرَني بِنفسه" منافاةٌ لِقضاء الله وقدره السابق؛ فالله مقدِّرٌ الأشياءَ قبل وجودها، وأطلقت عليه المبادرة بوجود صورتها. تحريم قتل الإنسان نفسه؛ لأنَّها ليست مِلْكه وإنَّما هي مِلك خالقها. التحديثُ عن الأمم الماضية.