أَيُّهَا النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا الله الْعَافِيَةَ
معاني المفردات
في بعض أيامه : في بعض غزواته. مالت الشمس : زالت عن وسط السماء. لا تتمنوا لقاء العدو : لا تتمنوا القتال؛ لأن المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر. تحت ظلال السيوف : في حضور المعركة وقتال الكفار وجهادهم في سبيل الله. منزل الكتاب : منزل القرآن. ومجري السحاب : محرك ومسير الغيوم، بقدرته سبحانه وفيه إِشارة إلى سرعة جريه. هازم الأحزاب : المجتمعون من أهل الكفر.
شرح الحديث
يخبر عبد الله بن أبي أوفى الصحابي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي العدو في بعض أيامه فانتظر ولم يبدأ بالقتال إلا بعد أن زالت الشمس، ولما زالت الشمس قام فيهم -والمعتاد أن يكون ذلك بعد الصلاة- قام فيهم خطيباً فنهاهم عن تمني لقاء العدو لما فيه من الإعجاب بالنفس، وأن يسألوا الله العافية، ثم قال: فإذا لقيتموهم فاصبروا. أي إن حقق الله ذلك وابتليتم بلقاء العدو فاصبروا عند ذلك واتركوا الجزع، واعلموا أن لكم إحدى الحسنيين إما أن ينصركم الله على عدوكم وتكون لكم الغلبة، ويجمع الله لكم بين قهر العدو في الدنيا والثواب في الآخرة، وإما أن تُغلبوا بعد أن بذلتم المجهود في الجهاد فيكون لكم الثواب الأخروي، أما قوله: واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. فمعناه أن الجهاد يؤدي إلى الجنة ن ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بشرعه المنزل وقدرته الكاملة أن ينصر المسلمين على عدوهم وبالله التوفيق.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
اختيار الوقت المناسب للقتال، فإما أن يكون أول النهار، وإلا بعد الزوال. كراهية تَمنِّي قتال الأعداء؛ لعواقبه الوخيمة، كـ: الجهل بعاقبة الأمر؛ لما فيه من الغرور وقلة الحزم الجالب للخذلان والهزيمة. سؤال العافية، وهي شاملة لعافية الدين والدنيا والأبدان. الصبر عند لقاء العدو، لأنه السبب الأكبر في الظفر والانتصار. فضيلة الجهاد، وأنه سبب قريب في دخول الجنة. الدعاء بهذه الدعوات المناسبات، عند لقاء الأعداء، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله. الدعاء بصفات الله التي تناسب طلب الداعي، لقوله: "وهازم الأحزاب، اهزمهم".