أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى
معاني المفردات
يؤم : يصلى بهم إماما في الصلاة.
شرح الحديث
جعل النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم رضي الله عنه خلفًا له في بعض أسفاره، فكان يصلي بالناس إماما نيابة عنه صلى الله عليه وسلم فترة غيابه؛ وإنما كان اختياره صلى الله عليه وسلم لابن أُمِّ مكتوم دون غيره؛ لسابقته في الإِسلام، فهو من المهاجرين الأولين، وهو من القُرَّاء والعلماء، فاستحق الإمامة بهذه الفضائل وغيرها، وولاية النبي صلى الله عليه وسلم لابن أُمِّ مكْتُوم لا تقتصر على الصلاة، بل هي ولاية عامة في الصلاة وغيرها، فله أن يُفتي، وله أن يقضي بين الناس، ويدير جميع شؤون أهل المدينة في حال غياب النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدل له ما رواه الطبراني عن عطاء عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم : استخلف ابن أم مكتوم على الصلاة وغيرها من أمر المدينة، حسنه الألباني في إرواء الغليل، وفي رواية أبي داود الأخرى: أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مَكْتُوم على المدينة مرتين.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه أبو داود واللفظ له وأحمد
من فوائد الحديث
جواز استخلاف الأعمى في إمامة الناس، ولو لم يكن أقرأ الناس وأعلمهم بالسُّنة؛ لأنه نائب يقوم مقام الإمام الراتب. فيه ثقة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله ابن أُمِّ مكتوم -رضي الله عنه- وهذه الثِّقة تعتبر من مَنَاقِبِه الكِبَار، فهي ثقة مؤيدة بالعصمة النَّبوية، فتكون كالشَّهادة النبوية على صلاحه. صحة ولاية الأعمى على القضاء والفُتْيَا وغير ذلك.