أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: «يا أم فلان انظري أي السكك شئت، حتى أقضي لك حاجتك»

عن أنس رضي الله عنه ، أنَّ امرأةً كان في عَقْلها شيء، فقالت: يا رسول الله إنَّ لي إليْك حاجة، فقال: «يا أمَّ فُلان انظُري أيَّ السِّكَك شِئتِ، حتى أقضيَ لكِ حاجَتَكِ» فخَلا معها في بعض الطُّرُق، حتى فَرَغتْ مِنْ حاجَتِها.
معاني المفردات

السِّكَك : الطرق المسلوكة. خلا : انفرد بها في خلوة في الطريق. فرغت : انتهت.

شرح الحديث

أنَّ امرأةً كان في عقلها شيء من النقص والخفة، قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إنَّ أريد منك حاجة، فقال لها: يا أمَّ فلان انظري أيَّ طريق أردت أذهب معك إليه، حتى أقضيَ لكِ حاجتَك. فوقف معها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها، ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية فإن هذا كان في ممر الناس ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها، وهو من تواضعه ورحمته بأمته صلى الله عليه وسلم .

التوثيق
  • الدرجة: صحيح
  • المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث

في هذه الحديث بيان بروزه -صلى الله عليه وسلم- للناس وقربه منهم ليصل أهل الحقوق إلى حقوقهم، وهكذا ينبغي لولاة الأمور. بيان صبره -صلى الله عليه وسلم- على المشقة في نفسه لمصلحة المسلمين وإجابته من سأله حاجة. تواضعه -صلى الله عليه وسلم- بوقوفه مع المرأة الضعيفة. جواز أن يخلو الرجل بالمرأة في الطريق العام؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: انظري أي السكك شئت، وذلك لأن الخلوة في الطريق ليست خلوة.