غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا، فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو، فأرميه بسهم فتوارى عني، فما دريت ما صنع
معاني المفردات
حُنَينًا : واد بين مكة والطائف. ثَنِيَّة : طريق بين جبلين. توارى : استخفى. دريت : علمت. ولَّى : رجع هاربًا. بُردتان : البردة: كساء يلتحف به كالعباءة. مُتَّزِرًا : لابسًا الإزار. استُطلِق : انحل لاستعجالي. الشَّهْباء : البيضاء، وهي اسم لبغلة النبي -صلى الله عليه وسلم-. فَزَعًا : خوفًا. غَشَوا : قاربوا غشيانه. شاهَت : قبحت. مُدْبِرين : لاذوا بالفرار. الغنائم : ما يؤخذ في الحرب قهرًا.
شرح الحديث
يحكي سلمة بن الأكوع أنه قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة حُنين التي قاتل فيها النبي صلى الله عليه وسلم قبيلتي هوازن وثقيف، فلما لقوا العدو طلع سلمة من طريق بين جبلين فشاهد رجلًا من العدو فرماه بسهم، فاستخفى منه فلم يعلم هل قتله أم لا، وجاء الكفار من طريق آخر بين جبلين، فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، فانهزم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وانهزم سلمة معهم، وعلى سلمة ثوبان، رداء على أعلى بدنه، وإزار على الجزء الأسفل من بدنه، وانحل إزاره لاستعجاله وجريه فجمعهما جميعًا، ومر سلمة وهو منهزم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكب بغلته الشهباء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد رأى سلمة بن الأكوع خوفًا شديدًا. فلما اقترب الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم وأتوه من كل جانب، نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم رماها في وجوههم وقال: قبحت الوجوه. فملأ الله عين كل كافر منهم ترابًا بتلك القبضة، ففروا هاربين، فهزمهم الله عز وجل ، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموالهم التي تركوها بين المسلمين.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
شجاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحرب. في الحديث معجزة واضحة للنبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قبض قبضة من التراب، ثم رماها في وجوه الكفار على كثرتهم وبعدهم عنه، فملأت عين كل واحد منهم ترابًا، وهزمهم الله -تعالى-. سلمة -رضي الله عنه- من شجعان الصحابة، وليس في فراره في هذا الموقف ما يدل على خلاف ذلك، لكنه فعل كما فعل غيره؛ لأن الكثرة تغلب الشجاعة أو لأنه ظنهم انسحبوا لأمر لا يعلمه.