كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته، حيث توجهت فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة
معاني المفردات
راحِلَته : الرَّاحلة من الإبل: ما يُرحل ويركب عليه، سواء كانت ذكرًا أو أُنثى.
شرح الحديث
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يَتكلف النُّزول من فوق راحِلته، بل يصلي عليها، وهذا إذا كان في سَفَر، ويؤيده ما رواه ابن عمر وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي في السَّفر على راحِلته، حيث تَوَجَهت به. رواه البخاري، فإذا كان صلى الله عليه وسلم على راحلته، فإنه يُصلي حيث كان وجْه رِكَابه، سواء كان في جَهة القبلة أو غير جهة القِبلة، فإذا كانت الصلاة مفروضة، وهي الصلوات الخمس فإنه يَنزل عن دَابته، ويصلي على الأرض مُستقبلًا القِبْلة، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما : (ولم يكن يَصْنَعُه -أي الصلاة على الدَّابة- في المكْتُوبة) متفق عليه. فصلاة الفريضة لا بد من إيقاعها على الأرض، إلا لعُذر شَرعي كمَطر أو خَوف عدو فلا بأس أن يؤديها على راحِلته، أو مرض فيصليها على سريره جالسًا، وبالأخص إذا خشي خروج وقتها، ويؤيده أدلة التيسير والتخفيف ورفع الحرج عن هذه الأُمَّة ومن ذلك قوله تعالى : (لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها) وقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه البخاري
من فوائد الحديث
جوازُ صلاة النَّافلة على الرَّاحلة في السَّفر، ولو بلا عُذر. التَّسهيلُ والتَّخفيف في النَّوافل ترغيبًا في الإكثار منها. أنه لا يلزمُ المصلِّي على الرَّاحلة استقبالُ القِبْلة، بل يتوجَّه حيث جهة سَيره. أن المُصلي على الرَّاحِلة يُصلي إلى الجِهة التي تَوَجَهت به راحِلته، فلو صلَّى إلى غير الجِهة التي اتجهت به راحِلَته لم تصح صلاته. أن فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حجة؛ لأن جابرا -رضي الله عنه- ذَكَره للاستدلال به. فيه أن فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مُخصِّص للدليل القَولي، وهو قوله تعالى: (ومن حيث خرجت فَوَلِّ وجهك شَطر المسجد الحَرام)، [ البقرة : 149]. أن صلاة المكتوبة لا تجوز على الراحلة إلا مع وجود العذر.