إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث
معاني المفردات
الحُشُوش : جمع حُشّ، وهو الكنيف، موضع قضاء الحاجة. مُحْتَضَرة : يحضرها الجن والشياطين. الخَلاء : موضع قضاء الحاجة. أعوذ : أعتصم وألتجئ. الخُبُث : جمع الخبيث، وهم ذكران الشياطين. الخبائث : جمع الخبيثة، وهم إناث الشياطين.
شرح الحديث
إن موضع قضاء الحاجة تحضره الجن والشياطين، يترصدون فيه لبني آدم بالأذى والفساد؛ لأنه موضع تُكشف فيه العورة، ولا يُذكر اسم الله فيه، فإذا أتى المسلم إلى موضع قضاء الحاجة فليقل: «أعوذُ باللهِ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائث» أي: أعتصم بالله وأحتمي به من شر ذكران الشياطين وإناثهم.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد
من فوائد الحديث
أنَّ الأمكنة النجسة والقذرة هي أماكنُ الشياطين التي تأوي إليها وتُقِيمُ فيها. الالتجاءُ إلى الله -تعالى- والاعتصامُ به من الشياطين وشرورِهِمْ، فهو المُنْجِي منهم، والعاصمُ من شرِّهم. فضيلة هذا الدعاء والذكر, ومشروعية قوله عند دخول الخلاء. إثباتُ وجود الجنِّ والشياطين، فإِنْكارُهُمْ ضلالٌ وكفرٌ؛ لأنَّه ردٌّ لصريح النصوص الصحيحة، وهو نقصٌ في العقل، وضيقٌ في التفكير؛ فإنَّ الإنسان لا يُنْكرُ ما لم يصلْ إليه علمه. الأمكنة الطيبة كالمساجد يُشْرَعُ عندها أذكارٌ وأدعية، تناسب ما يرجى فيها من رحمة الله وفضله، والأمكنةُ الخبيثة كالحشوش يناسب دخولها أذكارٌ بالبعد عمَّا فيها من خبائثِ الجنِّ وَمَرَدَةِ الشياطين. الشياطين نوعان ذكور وإناث.