أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن
معاني المفردات
التمسناه : طلبناه. الأودية : جمع وادي، وهو كل منفرج بين جبال يكون منفذا للسيل. الشِّعاب : جمع شعب، وهو الطريق في الجبل. استُطِير : طارت به الجن. اغْتِيل : قُتل سرًّا. حِرَاء : جبل بمكة. الزاد : طعام يُتخذ للسفر.
شرح الحديث
سأل عامر الشعبيُّ رحمه الله علقمة رحمه الله ، وكل منهما تابعيٌّ جليل: هل شهد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم الليلة التي كان فيها مع الجن؟ فأخبره علقمه أنه سأل ابن مسعود عن ذلك، فأخبره أنه لم يشهد أحد منهم ذلك، ولكنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي فلم يجدوه فبحثوا عنه في الأودية والطرق وبين الجبال فلم يجدوه، فخافوا أن يكون صلى الله عليه وسلم قد قُتِل سرًا أو خطفته الجن، فباتوا في غاية الحزن والأسى، فلما أصبحوا رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قادمًا من جهة جبل حراء، فأخبروه أنهم فقدوه فبحثوا عنه فلم يجدوه فباتوا في غاية الحزن والأسى، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رسول من الجن فذهب معه فقرأ القرآن على الجن، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة فأراهم آثارهم وآثار نيرانهم، وأخبر الصحابةَ أن الجن طلبوا منه الطعام فأخبرهم أن طعامهم كل عظم قد ذُكر اسمُ الله عليه فإنه إذا وقع في أيديهم فسيجدونه مليئًا باللحم، وكذلك كل فضلات الحيوانات هي طعام لدوابهم، ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يستنجوا بالعظام وبفضلات الحيوانات؛ لأنها من طعام إخوانهم من الجن.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
الجن منهم مؤمنون ومنهم كافرون. جواز الاستنجاء بالأحجار إلا العظام وفضلات الحيوان. الحكمة في النهي عن الاستنجاء بالعظم والروث أن العظام طعام إخواننا من الجن؛ وأما الروث فهو زاد لدوابهم. الجن يأكلون ويشربون لظاهر الأحاديث الصحيحة وعمومها. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى الجن والإنس. أنه لا يجوز الاستنجاء بجميع المطعومات، فإنه -صلى الله عليه وسلم- نبه بالعظم على ذلك، ويلحق بها المحرمات كأجزاء الحيوان وأوراق كتب العلم وغير ذلك.