إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة. رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع، فيقول: يا رب وجدتها ملأى
معاني المفردات
حَبْوا : يمشي على يَديه ورُكْبَتَيه أو اسْتِه. نَوَاجِذُه : أنْيَابه أو آخر الأضْرَاس. أتَسْخَرُ : أتَسْتَهزئ. ما أدنى : ما أنزل وأقل؟ أخذوا أخذاتهم : نالوا من النعيم ما أعد الله لهم. ختمت عليها : لئلا يراها غيرهم، زيادة في التكريم.
شرح الحديث
بيان كرم الله تعالى وسعة رحمته، وبيان منزلة أهل الجنة، حيث إن أدناهم منزلة يتنعم بأضعاف أضعاف ما يملكه أي ملِك في الدنيا.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: حديث المغيرة رواه مسلم. وحديث ابن مسعود متفق عليه
من فوائد الحديث
إثبات صفة الكلام لله -تعالى-، كلام يَليق بعظمته وكبريائه. إثبات رؤية المؤمنين لرَّبِهم -عز وجل- يوم القيامة. أن لأدْنَى أهل الجَنَّة عَشرة أضْعَاف ما في الدَّنيا من النَّعِيم. بيان عظيم كَرَم الله -تعالى-، وأن خَزَاِئنه مَلأَى لا تَنفذ. فيه تَفَاوت مَنَازل أهل الجَنَّة. من عَادة ابن آدم النَّكْث في الوَعد، ولذلك يَندهش هذا الرَّجُل من وعْد ربِّ العالمين، ويَظنه يَسخر منه أو يَنْكُث وعْدَه وحاشَاه؛ فإنه -سبحانه- لا يُخلف المِيعاد. إثبات الضحك لله -تعالى-، ومثل هذه الأفعال الصَّادرة من الله -تعالى- يجب أن تثبت له -تعالى- على ما يليق بعظمته وفق ما جاء النص بها. أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بَشر يضحك ويَفرح ويحزن، كسائر البَشَر، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما أنا بَشَر مثلكم، أنْسَى كما تَنْسَون، فإذا نَسيت فذكِّروني". متفق عليه. جَواز الضَّحك، وأنه ليس بمكروه في بعض المَوَاطِن، ولا بِمُسقط للمُروءة، إذا لم يُجاوز به الحَّد المُعتاد من أمثاله في مثل تلك الحال التي ذكَرَها النبي -صلى الله عليه وسلم-.