اذهبْ بِنَعْلَيَّ هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مُسْتَيْقِنًا بها قلبه، فَبَشِّرْهُ بالجنّة
معاني المفردات
نفر : الرجال من الثلاثة إلى التسعة. من بين أظهرنا : أي: من بيننا. يُقْتَطَع : يؤخذ ويصيبه ضرر. فزعنا : خفنا وهببنا نبحث عنه. أبتغي : أطلب. حائطًا : بستانًا. ربيع : النهر الصغير، وهو الجدول. فاحتفزت : تَضَامَمْتُ وتَصَاغَرْتُ حَتَّى أمْكَنَنِي الدُّخُولُ. مستيقنًا : معتقدًا اعتقادًا جازمًا. لا إله إلا الله : لا معبود حق إلا الله.
شرح الحديث
كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه في نفرٍ منهم، ومعه أبو بكر وعمر، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ثم أبطأ عليهم، فخشوا أن يكون أحد من الناس اقتطعه دونهم أي أصابه بضرر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مطلوب من جهة المنافقين، ومن جهة غيرهم من أعداء الدين، فقام الصحابة رضي الله عنهم فزعين، فكان أول من فزع أبو هريرة رضي الله عنه حتى أتى حائطًا لبني النجار، فجعل يطوف به لعله يجد بابًا مفتوحًا فلم يجد، ولكنه وجد فتحة صغيرة في الجدار يدخل منها الماء، فضم جسمه حتى دخل فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له: "أبو هريرة؟" قال: نعم. فأعطاه نعليه -عليه الصلاة والسلام- أمارةً وعلامةً أنه صادق، وقال له: "اذهب بنعلي هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا به قلبه، فبشره بالجنة" لأن الذي يقول هذه الكلمة مستيقنا بها قلبه لابد أن يقوم بأوامر الله، ويجتنب نواهي الله؛ لأن معناها: لا معبود بحق إلا الله، وإذا كان هذا معنى هذه الكلمة العظيمة فإنه لابد أن يعبد الله عز وجل وحده لا شريك له؛ أما من قالها بلسانه ولم يوقن بها قلبه فإنها لا تنفعه.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
شدة حب الصحابة -رضي الله عنهم- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحرصهم على سلامته من كل مكروه. الإيمان الصحيح يدخل الجنة إما ابتداء بمغفرة الله، وإما بعد دخول النار. مشروعية البشارة بالخبر السار.